تاريخ الطائرات الورقية
أخترعت الطائرات الورقية في الصين قبل أكثر من ألفي سنة. ثم ظهرت هذه الطائرات في اليابان في الفترة من 794-118م عندما عرفت باسم صقور الورق وهو نفس الاسم الذي عرفت به في الصين، وكانت هذه الطائرات الورقية قد أحضرت بشكل مباشر من الصين إلى اليابان. وفي الصين كانت هذه الطائرات تستخدم بشكل دائم لإيصال الرسائل. وفي اليابان وخلال ألف عام أخضعت هذه الطائرات لتطوّر مدهش وذلك لعدة أسباب رئيسة منها؛ وجود الورق الجيد في اليابان ووجود خشب البامبو أي الخيزران إضافة لخيوط القنَّب التي تستخدم في صناعة الطائرات الورقية. وقد أصبحت صناعة هذه الطائرات شعبية، واخترع الناس أنواعاً عديدة منها في كافة أنحاء اليابان. وخلال السنوات 1603-1868م دخلت صناعة الطائرات عصرها الذهبي وصار الكثير من الناس يلعبون بالطائرات الورقية ومع تطور فن الطباعة بالكليشيه الخشبية واستخدام العديد من الألوان بذلك فقد صارت هذه التقنيات مناسبة للاستخدام في الطائرات الورقية، وقد نتج عن ذلك إنتاج الطائرات الورقية ذات الصور الملونة والجميلة.
وهكذا صارت الطائرات الورقية هواية شعبية. وفي أيامنا هذه من المحتمل أنه يوجد العديد من أنواع الطائرات الورقية في اليابان أكثر من أي بلد آخر في العالم.
وقد شاع كذلك أسلوب تزيين الطائرات الورقية بصور السلاحف وطائر الكركي أي الغُرنوق وببعض أشكال الوجوه.. وفي استعراضات تالية هناك أيضاً بعض الألعاب حيث تحاول إحدى الطائرات الورقية الفوز هذا عندما تقطع خيطان الطائرات الورقية الأخرى.
والآن بسبب عمليات التمدّن والتحضر فأعداد الأماكن التي يمكن للشخص إطلاق العنان لهوايته في اللعب بالطائرات الورقية قد انخفضت بشكل تدريجي، ويوجد الآن بعض الأماكن القليلة التي تستخدم في ألعاب الطائرات الورقية، ما عدا المتنزهات الواسعة المساحة أو على ضفاف الأنهار الكبيرة. وفي وقتنا الحالي بدأت بعض المدارس الأساسية في تعليم طلابها بعض المهن اليدوية خلال الفترات التي خصصت للأنشطة الحرة، وواحدة من ضمن الفنون التي يتعلمونها هنا كانت صناعة الطائرات الورقية. وإضافة لذلك فأصحاب الهوايات في كافة أنحاء اليابان لديهم اهتمام في صناعة وطيران الطائرات الورقية في مناطق مدنهم. وهكذا يستمر فنّ صناعة الطائرات الورقية بعيداً عن أن يتلاشى أو يتضاءل، وفي الحقيقة فهذا الفن ينعم بانبعاث نهضة ملموسة فالعديد من تصاميم الطائرات الورقية الحديثة والأصلية تعتمد على التصاميم التى عُرفت منذ زمن بعيد حيث يعاد تصميمها وإبداعها كل سنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق